الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة انتظروا لمين النهدي في «ليلة على دليلة»على ركح قرطاج: حين يتكلّم الأستاذ، يسكت التلامذة!

نشر في  25 جوان 2014  (15:20)

حين تكلّف فنّانة بحجم سنيا مبارك وثقافتها وحسّها الفنّي بإدارة أمجد مهرجاناتنا وأعلاها كعبا، فلا يمكن الاّ أن ننتظر برنامجا دسما وأعمالا راقية وقامات مديدة وأسماء شهيرة وذوقا رفيعا وفنّانين قيما ذابتة.. ولن نذيع سرّا إذا قلنا إنّ فنّان الشعب لمين النهدي، واحد من الذين يتمنّى الجمهور رؤيتهم في كلّ دورة، بل انّه على رأس المرغوب فيهم بانتظام، وأيّ سرّ في ذلك ولمين تاريخ ومدرسة وإبداع مسرحا وتلفزيونا وسينما، وكلّما أطلّ بعمل جديد غصّت المسارح والفضاءات والقاعات بالمعجبين لاكتشافه وفضاء أمتع الأوقات مع عملاق الكوميديا في تونس.
..وبعد عامين من الرّكون إلى الرّاحة، ها إنّ الكافي الأصيل يعود إلى الخشبة وكلّه شوق وحنين إليها، وذلك من خلال مسرحية «ليلة على دليلة» التي شاركه في صياغة نصّها صديقه محمد الفريقي الذي يعتبر من زملائه الروّاد، فقد كان شريكه في تأليف «فرفر» و«في بلاد الهاو هاو».. والعمل الجديد فيه نصيب للأطفال كما يطرح محاور اجتماعيّة وسياسية، ولكن à la lamine Nehdy أي بأسلوبه ونقده الرّشيق وهزله الرّقيق، وما أحوجنا إلى «نقشات» «لام» بعد أن استشرى التهريج و«العضرطة» والسّلخ والتجريح والمباشرتية، وكلّها أدوات العجّز الذين يتطاولون على المسرح، أولئك الذين وجدوا المدينة خالية فأقاموا فيها الأذان..
وأمّا إخراج «ليلة على دليلة» فقد عهد به إلى دالي النهدي، وعلى عادته سيضفي «النهدي جونيور» لمسات سينمائيّة بما يجعل المسرحيّة أكثر رونقا وجاذبيّة..
ولمين «اللّي يعمل في المسرح، موش في فازات»، ذاك الممثّل الكبير الذي تتلمذ عن عمّ حميدة بن التيجاني ومحمد بن علي وحمادي الجزيري ورشيد قارة والهادي السملالي وعزالدين الصيفي  وعمر خلفة وعبد السلام البش ومحمد الدراجي وآخرين مازال يشيد بفضلهم عليه، ذاك الذي همس الفنان والرسّام والنحّات زبير التركي قائلا في شأنه لمنصف السويسي tu as une bête de scène، هذا الفنان الكبير مصرّ على أن تكون «ليلة على دليلة»  إضافة قيّمة في ألبومه الفنّي الزّاخر بالعناوين المحفورة في ذاكرة الشعب.
والآن «اللّي عندو حجرة يرمها»، وبالمناسبة ننصح «الغشاشر» بأن يكفّوا عن اللغو والهذيان، و«السّفاهة» أي بذاءة الكلام ونجاسة اللسان، وليأتوا الى قرطاج ليتعلّموا...
سكوتا فـ«المعلّم» Le Patron لمين على الرّكح، وحين يتكلّم الأستاذ يصمت التلامذة.

نجيب الخويلدي